**الرياض – أخبار الخليج اليومية**
في خطوة تعكس عمق الروابط الإخوية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر، بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية عزاء ومواساة إلى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، تعبر عن بالغ التعازي في ضحايا الحادث المروري المؤسف الذي وقع في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية. جاء هذا الحادث الأليم مساء السبت الموافق 11 أكتوبر 2025، حيث أودى بحياة ثلاثة دبلوماسيين قطريين من منتسبي الديوان الأميري، وأصيب آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، فيما كان الوفد يقوم بمهامه اللوجستية استعدادًا لقمة شرم الشيخ للسلام المقررة اليوم الاثنين 13 أكتوبر.
### تفاصيل الحادث المأساوي
شهدت طريق النفق في مدينة الطور، قبل مدينة شرم الشيخ بحوالي 50 كيلومترًا، حادثًا مروريًا مروعًا أسفر عن انقلاب سيارة دبلوماسية قطرية مستقلة بأعضاء وفد الترتيب لاستقبال أمير قطر. وفقًا لمصادر أمنية مصرية، جاء الحادث نتيجة اختلال عجلة القيادة أثناء سير المركبة، مما أدى إلى فقدان السيطرة عليها. الضحايا هم: الشيخ سعود بن ثامر آل ثاني، وحسن جابر الجابر، وعبدالله غانم الخيارين، وهم موظفون في الديوان الأميري ووزارة الخارجية القطرية. أما المصابون، فهم اثنان في حالة حرجة نقل إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي، بالإضافة إلى سائق مصري في حالة مستقرة.
أفادت وكالة رويترز، نقلاً عن مصدرين أمنيين، بأن الوفد كان في طريقه للمشاركة في اجتماعات القمة الدولية التي تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق إنهاء الحرب في غزة، برعاية مصرية-أمريكية مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وباشرت السلطات المصرية التحقيقات فورًا للكشف عن ملابسات الحادث، مع تأكيد السفارة القطرية في القاهرة على متابعتها الدقيقة للأحداث مع الجهات المصرية المعنية. وأكدت السفارة أن المتوفين والمصابين سيتم نقلهم إلى الدوحة على متن طائرة خاصة اليوم الأحد.
### ردود الفعل الرسمية والشعبية
لم تتأخر القيادة السعودية في التعبير عن تضامنها، حيث أعرب الملك سلمان في برقيته عن “أحر التعازي وأصدق المواساة” لسمو أمير قطر ولأسر المتوفين ولشعب قطر الشقيق، سائلًا الله أن يتغمّد المتوفين بواسع رحمته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، ويمنّ على المصابين بالشفاء العاجل. كما بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية مماثلة، معبرًا عن “بالغ التعازي وصادق المواساة”، وداعيًا الله بالرحمة للمتوفين والشفاء للمصابين.
وأعربت دول عربية أخرى عن تعازيها، مما يعكس وحدة الصف العربي في مواجهة المآسي. فقد بعث أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، برقيتي تعزية إلى أمير قطر. كما عبرت البحرين، عبر عاهلها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عن أحر التعازي. https://dailygulfnews.com جانبها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا رسميًا تعبر فيه عن “خالص التعازي وصادق المواساة” لحكومة وشعب قطر، مشيدة بالجهود المشتركة في قمة السلام. حتى حركة حماس أعربت عن تعازيها، معتبرة الحادث “خسارة كبيرة للقضية الفلسطينية”.
على الصعيد الشعبي، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تعازي واسعة من أبناء الخليج، مع هاشتاجات مثل #تعزية_لقطر و#حادث_شرم_الشيخ، حيث وصف الكثيرون الضحايا بـ”الشهداء الدبلوماسيين” لتفانيهم في خدمة السلام الإقليمي. وفي الدوحة، أقيمت صلاة الغائب على المتوفين في مسجد الشيخ حمد، بحضور مسؤولين قطريين وسعوديين.
### سياق القمة وأهميتها الإقليمية
يأتي هذا الحادث في ظل ترقب إقليمي كبير لقمة شرم الشيخ للسلام، التي ستجمع قادة أكثر من 20 دولة لمناقشة إنهاء الحرب في غزة، وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط. وفقًا للرئاسة المصرية، تهدف القمة إلى “فتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي”، مع التركيز على وقف إطلاق النار الدائم، وإعادة الإعمار، ودعم التنمية. وكان الوفد القطري يلعب دورًا محوريًا في التجهيزات اللوجستية، مما يجعل الخسارة أكثر إيلامًا.
أكدت السفارة المصرية في الدوحة، في بيانها، تقديم “خالص العزاء” في الضحايا، مشيدة بالعلاقات الأخوية بين البلدين. كما أشاد تركي آل الشيخ، مستشار الملك سلمان ورئيس الهيئة العامة للترفيه، بالضحايا قائلًا: “رحم الله الراحلين، وشفى المصابين”، في تغريدة حصدت آلاف التفاعلات.
### الدروس المستفادة ودعوات لتعزيز السلامة
أثار الحادث تساؤلات حول سلامة الطرق في المناطق السياحية مثل شرم الشيخ، حيث أكدت السلطات المصرية أن الطريق “بمواصفات عالمية”، لكنها وعدت بتعزيز الإجراءات الوقائية. وفي سياق متصل، دعت منظمة الصحة العالمية إلى حملات توعية بسلامة الطرق، مشيرة إلى أن الحوادث المرورية تسبب آلاف الوفيات سنويًا في المنطقة.
في الختام، يُعد هذا الحادث تذكيرًا مؤلمًا بقيمة السلامة والتضامن العربي، وسط جهود دولية لإنهاء الصراعات. نصلي لله أن يجزي الشهداء خير الجزاء، ويشفي الجرحى، ويحفظ الجميع من كل مكروه. ومع اقتراب قمة السلام، تظل الأمل معلقًا بغد أفضل للمنطقة كلها.
*(الكاتب: محمد العتيبي، محرر سياسي في أخبار الخليج اليومية. هذا المقال يعتمد على بيانات رسمية وتقارير ميدانية، ويبلغ طوله حوالي 850 كلمة.)*g
Leave a Reply